مفاجئة صادمة ..الكشف عن لغز الـ7 دقائق الأخيرة قبل سقوط الطائرة المصرية



بعد ساعات من الجدل بشأن مصير طائرة مصر للطيران رقم «MS804» القادمة من باريس، أعلن المتحدث باسم الجيش اليوناني، فاسيليس بيلتسيوتيس، أمس، العثور على حطام قد يكون للطائرة، قبالة جزيرة كريت اليونانية.
وقال: «عثرت طائرة سي130 مصرية على حطام فى جنوب شرق جزيرة كريت على مسافة 50 ميلًا جنوب شرقى المنطقة التى اختفت فى ها الطائرة عن الرادار فى منطقة تابعة للمجال الجوي المصري».
وكانت طائرة تابعة لـ«مصر للطيران » قادمة من باريس إلى القاهرة قد اختفت من شاشات الرادار فوق مياه البحر المتوسط بعد دخولها إلى المجال الجوى المصري، وعلى متنها 66 شخصًا، بينهم 7 أفراد طاقم الطائرة و3 أفراد أمن وطفل ورضيعان.

وقالت شركة «مصر للطيران» إن رحلتها رقم «804» أقلعت من مطار شارل ديجول فى العاصمة الفرنسية باريس باتجاه مطار القاهرة فى تمام الساعة 02:45 بتوقيت القاهرة، واختفت على شاشات الرادار فى ساعة مبكرة من فجر الخميس، حيث كانت على ارتفاع 37 ألف قدم، واختفت بعد دخولها المجال الجوى بعشرة أميال، قبل أن يتم العثور على حطامها لاحقًا فى اليونان.

وبينما لم تستبعد القاهرة أو باريس فرضية العمل الإرهابى فى الحادث، فإن مصادر خاصة تحدثت إلى «البوابة» عما يمكن اعتباره «السيناريو الأرجح» لتفسير الحادث وفق معلومات حول اشتعال مفاجئ للنيران خلف مقصورة قائد الطائرة، انتشر إلى أماكن إشارات الكهرباء فى مقصورة الطائرة، ما تسبب فى قطع الكهرباء بالكامل عنها، خلال مدة لا تتعدى سبع دقائق.

بعدها وجه الطيار استغاثة إلى غرفة عمليات شركة مصر للطيران حول حدوث «خلل شديد» بالطائرة على أثر نشوب الحريق الذى أثر بشكل كبير عليها، حيث أوضح فى استغاثته القراءات الخاصة بعدادات الطائرة فى هذا التوقيت، وقال نصًا: «أنا فى مشكلة».

ويقول عادل الجندي، خبير فى شئون الطيران، إنه «إذا اشتعلت الطائرة فى الجو يمكن مشاهدتها من مسافات بعيدة، وذلك تعليقًا على تحقيق اليونان مع الربان الذى شاهد شعلة بالسماء، واحتمالية أن تكون صادرة من الطائرة المفقودة».

ويضيف «الجندي» لـ«البوابة»، أن نداء الاستغاثة يجب أن يكون من الطيار أو مساعده، ولم يرسل من الطائرة أى نداء استغاثة ما يرجح فكرة حدوث اشتعال مفاجئ داخل الطائرة، أدى لارتباك الطاقم وعدم السيطرة على الوضع، وحصول فجوة فى الطائرة بسبب انفصال جزء منها، ما أدى لعدم مقدرته على إرسال نداء استغاثة أثناء تحطم الطائرة.

وتحدث البيان التاسع لوزارة الطيران المدنى- على لسان مصدر مسئول- عن الإبلاغ عن طريق البحث والإنقاذ التابع للقوات المسلحة باستقبال رسالة استغاثة من أجهزة الطوارئ بالطائرة، وهى الرواية التى نفاها العميد محمد سمير، المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة الذى أكد- عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فس بوك- أن القوات المسلحة لم تتلق أى نداء استغاثة من الطائرة.

ويذهب الخبير فى شئون الطيران إلى أن «خروج الطائرة عن الرادار يكون فى حالة انقطاع التيار الكهربائى أو تدمير الجهاز داخل الطائرة، ما يؤدى لانفصال هذه الإشارات».

ورغم منطقية هذا السيناريو إلا أن مصادر أخرى ذكرت أنه «فى حالة نشوب حريق سيكون هناك وقت كاف لدى قائد الطائرة لإبلاغ السلطات المختصة وإرسال رسائل استغاثة، لكن ما حدث هو انقطاع الاتصال بشكل مفاجئ، وعلى الطائرة جهاز رادار يقوم بإرسال إشارات إلى برج المراقبة».

ويرجح اختفاء جهاز الرادار بشكل مفاجئ انفجار الطائرة فى الجو ومن ثم اختفاؤها فور حدوث الانفجار الذى قد يكون ناجمًا عن عمل إرهابى.

ويعزز هذا السيناريو ما ذهب إلى الرئيس الفرنسى، فرانسوا أولاند، فى تعليقه الأولى من عدم استبعاد أى فرضية بما فى ذلك «العمل الإرهابى».

ورجحت مصادر فرنسية لـ«البوابة»، استهداف الطائرة بـ«عمل إرهابى»، إذ تقل معدلات التأمين فى المطارات الفرنسية ليلًا و«هى عادة فرنسية حيث تقل حركة الطيران فى المساء عن بقية اليوم ومن ثم يكون التأمين ضعيفًا».

وأوضحت المصادر أن المعلومات الأولية تشير إلى استهداف الطائرة عبر قنبلة تم وضعها فى قسم الشحن بها مع شنط الركاب، مستبعدة حدوث «عطل فنى».

وتحدث مسئولون أمريكيون عن أن الدلائل الأولية تشير إلى أن قنبلة أسقطت الطائرة المصرية.
وذكرت تقارير صحفى ة فرنسية أن المخابرات الفرنسية حذرت قبل أيام قليلة من احتمالية وقوع هجوم إرهابى فى باريس.

وقالت صحيفة «ليبراسيون»، إن باتريك كالفار، رئيس وكالة المخابرات الداخلية الفرنسية، حذر - فى 10 مايو الجارى - من احتمالية وقوع هجوم إرهابى كبير فى فرنسا، و«أنه يجب رفع درجة الاستعداد لمواجهة أى أزمة مقبلة».

ونقلت صحيفة «زالوكال» الفرنسية عن «كالفار» تحذيره من أن الهجوم الإرهابى المحتمل سيكون غير تقليدى ولن يكون مثل هجمات تشارلى إبدو أو هجمات باريس السابقة، بل سيكون له شكل مختلف».
السيناريو الثالث تحدث عن خطأ بشرى لقائد الطائرة غير أن اللواء طيار عبد الحكيم شلبي، استبعد أن تكون هناك أخطاء بشرية تقع على عاتق الطيار، لأن عدد ساعات الطيران لقائد الطائرة هو 6275 ساعة من بينها 2101 ساعة على نفس الطراز، وللطيار المساعد 2766 ساعة، كما أن طراز الطائرة له تسويق عالمى واسع حيث إن الشركة المصنعة للطائرة باعت أكثر من 6930 طائرة منذ عام 2003.

وأضاف «شلبي» لـ«البوابة»، أن العوامل الجوية لها تأثير كبير على حركة الطائرة فى الجو، مستبعدًا فى الوقت ذاته أن يكون تحطم الطائرة ناتجا عن عوامل الطقس لأن وقت إقلاع الطائرة كان جيدًا ومن المتعارف عليه أن الطيران مساءً فى فصل الصيف على ارتفاع 3000 قدم لا يوجد به أى اضطرابات جوية، كما أن قائد الطائرة التزم بجميع عوامل الأمان بمطار شارل ديجول، فبالطبع لم يكن هناك أى خطأ ميكانيكى تسبب فى تحطم الطائرة واختفائها.

وهذا ما أكدته الهيئة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية «يورو كونترول»، حيث نفت وجود أى عوامل جوية غير طبيعية قد تكون وراء سقوط الطائرة، وقالت فى بيان على موقعها الرسمي: «إن الطقس لم يكن سيئًا فى الوقت والمنطقة التى تحطمت فى ها طائرة مصر للطيران وعلى متنها 66 شخصًا، فى الساعات الأولى من صباح أمس الخميس».

فى حين خرجت معلومات تربط بين الحالة النفسية لقائد الطائرة والحادث فى إحياء بأنه أقدم على الانتحار مثلما حدث مع طائرة الركاب الألمانية التى أسقطها قائدها وانتحر بها العام قبل الماضى فوق «جبال الألب»، كشفت سلطات الطيران اليونانية، أنه من المستبعد تورط طاقم الطائرة أو «الطيار» فى الحادث، وذلك لأن الطيار المصرى كان فى حالة معنوية مرتفعة وسعيدا بالرحلة، وذلك طوال أكثر من ساعة حلقت خلالها الطائرة فى المجالى الجوى اليونانى وحتى اختفائها.

ونشرت هيئة الطيران المدنى اليونانية تفاصيل آخر اتصال بين برج المراقبة الجوى فى «أثينا» وقائد الرحلة المصرية، وأكدت أنه كان فى حالة مزاجية جيدة ومعنوياته مرتفعة.

وعن الاتصالات التى تمت، فإن الطائرة دخلت منطقة التحكم فى المرور الجوى اليوناني، الساعة 02:24 بتوقيت اليونان، وتم التعرف عليها والموافقة على دخولها المجال الجوى والسماح لها بالمرور، وعبرت بسلام القطاع الأول للتحكم الجوى ثم اتجهت للقطاع الثانى ليتولاها مراقبون جويون جدد حتى خروجها.

وحاول المراقبون الجويون الاتصال بالطيار مجددا عند الساعة 03:27 بالتوقيت المحلى لتسليم الطائرة إلى منطقة المسئولية المصرية، لكن «رغم الاتصالات المتكررة، لم تستجب الطائرة»، وعند الساعة 03:29، كانت الطائرة قد تخطت نقطة الخروج من المجال الجوى التابع لـ«أثينا» ثم اختفت من على الرادار، وهو ما يعنى أن الطائرة كانت تتحرك طوال دقيقتين كاملتين دون أن يستجيب الطيار لنداءات برج المراقبة، حتى عندما بدل المراقبون الجويون تردد اللاسلكى وحاولوا الاتصال بالطائرة مرة أخرى لم يكن هناك أى استجابة، ما جعلهم يبلغون السلطات بالموقف، ويؤكدون اختفاء الطائرة.

وقالت السلطات اليونانية تم طلب المساعدة من الجيش فى حال ظهرت الطائرة على الرادار العسكري، لكن لم يكن هناك أى وجود لها، وبدأت عمليات البحث والإنقاذ عند الساعة 03:45.

من جانبه، قال وزير الدفاع اليونانى بانوس كامينوس، إن طائرة مصر للطيران «انحرفت بشكل مفاجئ فى الجو، وهوت قبل أن تختفى من على شاشات الرادار، فى جنوب البحر المتوسط»، وأضاف فى مؤتمر صحفى : «مسار الطائرة كان جنوب وجنوب شرقى جزيرتى كاسوس وكارباثوس، وعلى الفور بعد أن دخلت المجال الجوى للقاهرة، قامت بانحراف وهبوط 90 درجة يسارًا ثم 360 درجة إلى اليمين».

إلى ذلك، قال مصدر حكومى إن مصر تقود لجنة التحقيق بشأن الحادث، مشيراً إلى أن لجنة التحقيق ستشمل فرنسا أيضًا.